طارق النوبي عضو مشارك
عدد الرسائل : 160 العمر : 35 البلد : اليمن المزاج : هاوي رقم العضويه : 3 تاريخ التسجيل : 07/06/2008
| موضوع: vv vv قصـــــــــــة مؤثــــــــــرة جدااا عــن ســـــوء الخاتمة vv vv الإثنين يونيو 09, 2008 12:40 am | |
| هذه قصة مؤلمة ذكرها الشيخ أحمد القحطاني في محاضرة له :
يقول الراوي الذي نقل عنه الشيخ :
صحبنا على ظهر سفينه نجول بها حول البلدان طلبا للرزق شاب صالح ، نقى السريرة طيب الخلق ، كنا نرى
التقى يلوح في قسمات وجهه ، والنور والبشر يرتسمان على محياه ، لا تراه الا متوضئا مصليا ، أو ناصحا
مرشدا
ان حانت الصلاة أذن لنا وصلى بنا ، فان تخلف أحد عنها أو تأخر عاتبه وأرشده ، وكان معنا على هذه النصيحة
السجية طيلة أسفارنا .
وألقى بنا البحر الى جزيرة من جزر الهند فنزلنا اليها وكان مما تعود عليه البحارة أن يستقوا أياما يرتاحون فيها
، ويتجمعون بعد عناء السفر الطويل يتجولون في أسواق المدينة ليشتروا أغرب ما يجدون فيها لأهلهم
وأبنائهم ثم يرجعون الى السفينة في الليل ، وكان منهم نفر ممن وقع في الضلال ، يتيمم أماكن اللهو
والهوى ومحال الفجور والبغاء ، وكان ذلك الشاب الصالح لا ينزل من السفينة أبدا ، بل يقضي هذه الايام يصلح
في السفينة ما احتاج منها الى اصلاح ، فيفتل الحبال ويلفها ، ويقدم الأخشاب ويشدها ويشتغل بالذكر
والقراءة والصلاة وقته ذاك.
قال الراوي : وعينه ترقرق بالدموع وتنحدر على لحيته : وفي احدى السفرات وبينما كان الشاب منشغلا
بأعماله تلك اذا بصاحب له في السفينة ممن أتبع نفسه هواها وانشغل بطالح الأمور عن صالحها ، وبسافل
الأخلاق عن عاليها يهامسه ويقول :
صاحبي ، لم أنت جالس في السفينة لا تفارقها؟ لم لا تنزل حتى ترى دنيا غير دنياك ؟ ترى ما يشرح الخاطر
ويؤنس النفس! أنا لم أقل لك تعال الى أماكن البغاء وسخط الله ، ولا الى البارات وغضب الله ، هيهات يا
صاحبي ، لكن تعال : فانظر الى ملاعب الثعابين كيف يتلاعب بها ولا يخافها ، والى راكب الفيل كيف يجعل من
خرطومه له سلما ثم يصعد برجليه ويديه حتى يقيمه على رجل واحدة ، وآه لو رأيت من يمشي على
المسامير أنى له الصبر ، ومن يلقم الجمر كأنما هو تمر ، ومن يشرب ماء البحر فيسيغه كما يسيغ الماء
الفرات ، يا أخي انزل وانظر الناس ! فتحركت نفس الشاب شوقا لما سمع ، فقال:
وهل في هذه الدنيا ما تقول.
قال صاحب السوء : نعم ، وفي هذه الجزيرة . فانزل ، تر ما يسرك ، ونزل الشاب الصالح مع صاحبه ، وتجولا
في أسواق المدينة وشوارعها حتى دخل به الى طرق صغيرة ضيقة ، فانتها بهما الطريق الى بيت صغير
فدخل الرجل البيت وطلب من الشاب أن ينتظره وقال : سآتيك بعد قليل ولكن ! اياك اياك أن تقترب من الدار .
جلس الشاب بعيدا عن الباب يقطع الوقت قراءة وذكرا . وفجأة ! اذا به يسمع قهقهة عالية ، ليفتح الباب
وتخرج منه امرأة قد خلعت جلباب الحياء والمروءة.
أواه !! انه الباب نفسه الذي دخل فيه الرجل .
تحركت نفس الشاب فدنا من الباب ويضع سمعه لما يدور في البيت ، اذا به يسمع صيحة أخرى ، فنظر من
شق الباب ويتبع النظرة أختها لتتواصل النظرات منه وتتوالى وهو يرى شيئا لم يألفه ولم يره من قبل ، ثم
رجع الى مكانه ولما خرج صاحبه بادره الشاب مستنكرا : ما هذا؟! ويحك! هذا أمر يغضب الله ولا يرضيه ،
فقال الرجل : اسكت يا اعمى يا مغفل ، هذا أمر لا يعنيك.
قال الراوي : ورجعنا الى السفينة وفي ساعة متأخرة من الليل ، وبقي الشاب ساهرا ليلته تلك . مشتغل
الفكر فيما رآه ، قد استحكم سهم الشيطان من قلبه ، وامتلكت النظرة زمام فؤاده ، فما ان بزغ الفجر وأصبح
الصباح حتى كان أول نازل من السفينة وما في باله الا ان ينظر فقط , ولا شئ غير أن ينظر ، وذهب الى ذلك
المكان ، فما ان نظر نظرته الاولى واتبعها الثانية ، حتى فتح الباب وقضى اليوم كله هناك واليوم الذي بعده
كذلك فافتقده ربان السفينة وسأل عنه :
أين المؤذن؟ أين امامنا في الصلاة؟ أين ذلك الشاب الصالح ، فلم يجبه من البحارة أحد ، فأمرهم أن يتفرقوا
للبحث عنه فوصل الى علم الربان ممن ذهب به الى ذلك المكان فأحضره وزجره وقال له :
ألا تتقي الله ألا تخشى عقابه ، عجل اذهب فأحضره ، فذهب اليه مرة بعد مرة لكن دون جدوى فلم يستطع
احضاره لأنه كان يرفض ويأبى الرجوع معهم ، فلم يكن من قائد السفينة الا أن أمر عدة من الرجال أن
يحضروه قسرا، فسحبوه بالقوة وحملوه الى السفينة.
قال الراوي : وأبحرت السفينة راجعة الى البلاد ومضى البحارة الى أعمالهم وأخذ ذلك الشاب فى زاوية من
السفينة يبكي ويئن حتى لتكاد نياط قلبه أن تتقطع من شدة البكاء ، ويقدمون له الطعام ولا يأكل ، وبقي
على حاله البائسة هذه بضعة أيام ، وفي ليلة من الليالي ازداد بكاؤه ونحيبه ولم يستطع أحد من أهل
السفينة أن ينام فجاءه ربان السفينة وقال له :
يا هذا اتق الله ماذا أصابك لقد أقلقنا أنينك فما نستطيع أن ننام ، ويحك ما الذي بدل حالك؟ ويلك ما الذي
دهاك؟ فرد عليه الشاب وهو يتحسر : دعني فانك لا تدري ما الذي أصابني ؟ فقال الربان : وما الذي أصابك ؟
عند ذلك كشف الشاب عن عورته واذا الدود يتساقط من سوأته ، فانزعج ربان السفينة
وارتعش لما رأى وقال : أعوذ بالله من هذا ، وقام عنه الربان وقبيل الفجر قام أهل السفينة على صيحة
مدوية أيقظتهم وذهبوا الى مصدرها فوجدو ذلك الشاب قد مات وهو ممسك خشبة السفينة بأسنانه ،
استرجع القوم وسألوا الله حسن الختام ، وبقيت قصة هذا الشاب عبرة لمن يعتبر. ولا حول ولا قوة الا بالله. | |
|
فايز النوبي نائب المدير
عدد الرسائل : 180 العمر : 37 البلد : اليمن المزاج : طفشاااااان رقم العضويه : 2 تاريخ التسجيل : 05/06/2008
| موضوع: رد: vv vv قصـــــــــــة مؤثــــــــــرة جدااا عــن ســـــوء الخاتمة vv vv الإثنين يونيو 09, 2008 12:46 am | |
| مشكوووووووووووور على القصه الرائعه
ومزيد من ابداعك
تقبل مروري | |
|
ولد النوبي المراقب العام
عدد الرسائل : 130 العمر : 36 البلد : اليمن المزاج : مرح رقم العضويه : 5 احترامك لقوانين المنتدى : تاريخ التسجيل : 07/06/2008
| |